الخل... ومرض السكري

تقترح نتائج دراسة للباحثين من جامعة ولاية إريزونا، أن تناول جرعة يومية من الخل قبل النوم يُمكن أن يحسن من نسبة سكر الدم عند الصباح لدى مرضى النوع الثاني من السكري. وكانت دراسات سابقة قد أشارت إلى أن تناول الخل مع وجبات الطعام يقُلل من الارتفاع بعدها في نسبة سكر الدم. إلا أن الدراسة الحديثة، المنشورة في عدد نوفمبر الماضي من مجلة رعاية السكري، تتحدث عن تناوله قبل النوم تحديداً. وكان الباحثون قد تابعوا في دراستهم الصغيرة 11 شخصاً فقط، ممن تتراوح أعمارهم ما بين 40 و 72 سنة مُصابين بالسكري. وقارنوا فيها ما بين تناول هؤلاء المرضى عند النوم إما ملعقتين صغيرتين من خل التفاح أو من خل وهمي، مع قطعة صغيرة من الجبن. وخلال 5 أيام تحضيرية، لم يتناول المشاركون الخل، وقام الباحثون أثناء ذلك بقياس نسبة سكر الدم يومياً لجميع المشاركين عند الصباح. ثم تابعوا نفس الشيء بعد بدء المشاركين تناول إما الخل الحقيقي أو الخل الوهمي. ولاحظ الباحثون أن نسبة سكر الدم في الصباح كانت أعلى من المعدل الطبيعي قبل البدء في تناول الخل. وأنها بعد ذلك انخفضت بمقدار 4%، عما كان معتاداً لهم في الصباح، لدى من تناولوا الخل. في حين أن الانخفاض كان 2% لدى منْ تناولوا الخل الوهمي. لكن هذا المقدار في الانخفاض، والذي وصفه الباحثون بأنه "إحصائي ذو شأن"، هو في الواقع انخفاض طفيف جداً. أما من الناحية العملية فإن انخفاضاً بمقدار 0.26 مللي مول ليس هو المأمول من تحمل تناول تلك الكمية من الخل في ذلك الوقت قبل النوم، وذلك نظراً لتحسس الكثيرين من تأثيراته على المعدة. والدراسة هذه لا يُبنى عليها الكثير في نصح مرضى السكري بتناول الخل لأجل خفض نسبة سكر الدم لاعتبارات بحثية عدة، أهمها قلة عدد المشاركين فيها، وعدم ظهور تأثيرات واضحة في خفض نسبة سكر الدم، أسوة على سبيل المثال ما ثبت لتناول ملعقة صغيرة من القرفة يومياً.