تى لا توأد القدرات!
د. خالد بن صالح المنيف
كان رخيمَ الصوت عذبَ النبرة جميلَ الأسلوب..
مشروع مذيع ناجح....دعي في يوم للتقديم في إحدى المؤتمرات.
.وعندما شرع في الحديث وإذ بالصوت غير الصوت
والنبرة ليست بالتي أعرفها.. وقد بان لي أنه يقلد أحد المذيعين المشاهير!..
ولكن عن الإخفاق والارتباك لا تسل !
فقد كان حضوره ثقيلاً وتقديمه سَمِجاً مملاً...
ضاعت الموهبة واستحال الجمال قبحاً ودمامة
لقد سقط في مستنقع التقليد المقيت!
إن من علامات ضعف الثقة بالنفس ومقدمات الفشل الذريع أن نتقمص ذوات أخرى
ونتكلف محاكاتهم والذوبان في تفاصيل تحركاتهم
فالإنسان نسيج وحده وشخصية مستقلة
وقد خلقه الله وميزه عن غيره ووهبه من القدرات الكثير ولكنه ينسف كل هذا بالانزواء تحت مظلة الغير!
يقول أحد علماء النفس (ما من تعيس أكثر من الشخص الذي يرغب في أن يكون شخصا آخر مختلفاً عن شخصه جسداً وعقلاً)
والبشر عادة ما يمرون في حياتهم بثلاث محطات في حياته هي التقليد والمحاكاة ثم الاختيار ثم الابتكار وللأسف أننا نرى الكثير قد أدام البقاء في المحطة الأولى فلا أفكار ولا إبداع وتجديد..وهم بهذا يمارسون وأد مخز لشخصياتهم.
فالعظماء والمتميزون لم يصلوا إلى تلك المراتب السنية إلا باعتدادهم بأنفسهم وثقتهم بقدراتهم وتحرير أنفسهم من رق التشبه واسر المحاكاة (قل كل يعمل على شاكلته) وضوح في الرؤية وثبات على المعتقدات وإيمان تام بالقدرات.
إن من مقاييس قوة الشخصية هو ثباتها فأقوياء الشخصية لا تجدهم يتذبذبون هم أنفسهم سواء كانوا بين أغراب في مناسبة أو بين أخلاء في لقاء أسري
اتصالهم بالآخرين لا يزعزعه مواقف ولا يؤثر فيه أشخاص..
تناغم وتآلف بين ما ينطقون به وبين ما يكنونه في قلوبهم..
وقوة الشخصية لا تتحقق إلا بتقدير للنفس مرتفع فالذي لا يحترم ولا يقدر نفسه يتحرك بحسب ما يشتهي الآخرون ويتدثر تحت أغطيتهم لا تجده إلا في آخر الركب ليس له قيمة ولا احترام ولا تاريخ ولا إنجازات
فإن أقوياء الشخصية يحترمون أنفسهم ويحترمون الناس، وهم يقولون ما يعتقدون أنه الصواب، ويتصرفون بما تمليه عليهم ضمائرهم، فلا يلهثون نحو إرضاء الآخرين ولا تراهم متقمصين بأفكار ليسوا مقتنعين بها
وفي هذا يحكى أن زعيماً دعا مجموعة من السياسيين على مأدبة عشاء وعندما جلس الجميع على طاولة الطعام كانت أنظار السياسيين وكافة حواسهم قد اتجهت نحو هذا الزعيم..وفجأة أخذ أحد الأطباق وملئه حليباً ولم يتوانوا عن تقليده ثم أخذ خبزاً وفتته في الطبق والكل ماض في محاكاته وتقليده وأخيراً أخذ الطبق وقدمه لهرته!!
أسقط في أيدي هؤلاء المقلدين وقد كانوا يظنون أنها طريقة جديدة في تناول الطعام!
فما أقبح أن يذوب شخص في شخصية آخر أو أن يتكلف تقليده أو أن يفرط في الانصهار مع ذات أخرى.. يفعل ما يراد منه لا ما يريد... فلاشك أن هذا مسمار في نعش قتل المواهب ورجم متعمد للتفوق وإهدار للطاقات وإلغاء متعمد للشخصية من قاموس الناجحين....
***
ومضة قلم
إن لم يكن بإمكانك أن تكون شجرة صنوبر على قمم الجبال.. فكن شجيرة صغيرة في الوادي.. فستكون أفضل شجيرة بجانب الغدير.
adwia_adwia82@yahoo.com
د. خالد بن صالح المنيف
كان رخيمَ الصوت عذبَ النبرة جميلَ الأسلوب..
مشروع مذيع ناجح....دعي في يوم للتقديم في إحدى المؤتمرات.
.وعندما شرع في الحديث وإذ بالصوت غير الصوت
والنبرة ليست بالتي أعرفها.. وقد بان لي أنه يقلد أحد المذيعين المشاهير!..
ولكن عن الإخفاق والارتباك لا تسل !
فقد كان حضوره ثقيلاً وتقديمه سَمِجاً مملاً...
ضاعت الموهبة واستحال الجمال قبحاً ودمامة
لقد سقط في مستنقع التقليد المقيت!
إن من علامات ضعف الثقة بالنفس ومقدمات الفشل الذريع أن نتقمص ذوات أخرى
ونتكلف محاكاتهم والذوبان في تفاصيل تحركاتهم
فالإنسان نسيج وحده وشخصية مستقلة
وقد خلقه الله وميزه عن غيره ووهبه من القدرات الكثير ولكنه ينسف كل هذا بالانزواء تحت مظلة الغير!
يقول أحد علماء النفس (ما من تعيس أكثر من الشخص الذي يرغب في أن يكون شخصا آخر مختلفاً عن شخصه جسداً وعقلاً)
والبشر عادة ما يمرون في حياتهم بثلاث محطات في حياته هي التقليد والمحاكاة ثم الاختيار ثم الابتكار وللأسف أننا نرى الكثير قد أدام البقاء في المحطة الأولى فلا أفكار ولا إبداع وتجديد..وهم بهذا يمارسون وأد مخز لشخصياتهم.
فالعظماء والمتميزون لم يصلوا إلى تلك المراتب السنية إلا باعتدادهم بأنفسهم وثقتهم بقدراتهم وتحرير أنفسهم من رق التشبه واسر المحاكاة (قل كل يعمل على شاكلته) وضوح في الرؤية وثبات على المعتقدات وإيمان تام بالقدرات.
إن من مقاييس قوة الشخصية هو ثباتها فأقوياء الشخصية لا تجدهم يتذبذبون هم أنفسهم سواء كانوا بين أغراب في مناسبة أو بين أخلاء في لقاء أسري
اتصالهم بالآخرين لا يزعزعه مواقف ولا يؤثر فيه أشخاص..
تناغم وتآلف بين ما ينطقون به وبين ما يكنونه في قلوبهم..
وقوة الشخصية لا تتحقق إلا بتقدير للنفس مرتفع فالذي لا يحترم ولا يقدر نفسه يتحرك بحسب ما يشتهي الآخرون ويتدثر تحت أغطيتهم لا تجده إلا في آخر الركب ليس له قيمة ولا احترام ولا تاريخ ولا إنجازات
فإن أقوياء الشخصية يحترمون أنفسهم ويحترمون الناس، وهم يقولون ما يعتقدون أنه الصواب، ويتصرفون بما تمليه عليهم ضمائرهم، فلا يلهثون نحو إرضاء الآخرين ولا تراهم متقمصين بأفكار ليسوا مقتنعين بها
وفي هذا يحكى أن زعيماً دعا مجموعة من السياسيين على مأدبة عشاء وعندما جلس الجميع على طاولة الطعام كانت أنظار السياسيين وكافة حواسهم قد اتجهت نحو هذا الزعيم..وفجأة أخذ أحد الأطباق وملئه حليباً ولم يتوانوا عن تقليده ثم أخذ خبزاً وفتته في الطبق والكل ماض في محاكاته وتقليده وأخيراً أخذ الطبق وقدمه لهرته!!
أسقط في أيدي هؤلاء المقلدين وقد كانوا يظنون أنها طريقة جديدة في تناول الطعام!
فما أقبح أن يذوب شخص في شخصية آخر أو أن يتكلف تقليده أو أن يفرط في الانصهار مع ذات أخرى.. يفعل ما يراد منه لا ما يريد... فلاشك أن هذا مسمار في نعش قتل المواهب ورجم متعمد للتفوق وإهدار للطاقات وإلغاء متعمد للشخصية من قاموس الناجحين....
***
ومضة قلم
إن لم يكن بإمكانك أن تكون شجرة صنوبر على قمم الجبال.. فكن شجيرة صغيرة في الوادي.. فستكون أفضل شجيرة بجانب الغدير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
مدونه تهتم باخبار الادويه واسواق الادويه فى العالم العربى وطرق التصنيع واخبار الصيادله وشركات الادويه وطرق التسويق والاعشاب والطب البديل ارجو ان تتحول الى موسوعه adwia_adwia82@yahoo.com