ساعات العمل وإعادة الأمل!
حتى لا يظن البعض منكم أن النقاش كان متمركزا فيقط حول الزواج من ثانية (وثالثة ورابعة!) فمن النقاشات “الهادفة” التي دارت في المجلس الشبابي خلال فترة المعسكر حوار ساخن حول ساعات العمل الرسمية في الدوائر الحكومية ي وبالتحديد حول الساعة الإضافية التي تم تطبيقها قبل حوالي السنة والنصف ليبدأ الدوام من الساعة السابعة والنصف وينتهي في الثالثة والنصف مساء.
كل من شارك في الحوار كان متذمرا من هذه الساعة الاضافية واتفق الجميع بأنها لا تخدم الموظف سواء في الجانب الانتاجي ولا في الجانب الاجتماعي والذي يعد المتضرر الأكبر من هذه الساعة الاضافية.
حسنا لونظرنا لهذه الساعة عبر نظارة “وردية” فهذه الساعة من المفترض أن تستغل في أداء مهام العمل لزيادة انتاجية الموظف بما يصب في خانة الصالح العام (عبارات إنشائية لا نقرأها إلا في الصحف والمجلات!) ولكن الجانب الواقعي من هذه الساعة يختلف كثيرا عن المفترض فقلما تجد موظفا يعمل بنفس وتيرة الأداء بعد الساعة الثانية ظهرا خصوصا إذا ما كانت طبيعة عمل الموظف تتطلب بذل جهد ذهني كبير، فالموظف في نهاية المطاف بشر، فكما هو مطالب بأداء واجبه تجاه عمله على أكمل وجه خلال الثمانية ساعات فهو أيضا مطالب بأداء واجبه الاجتماعي و التربوي تجاه أسرته و أولاده وهو ما لا تدعمه ساعات العمل الحالية.
فماذا نتوقع من رب الأسرة وهو يصل إلى بيته منهكا متهالكا (ماله خلق)، خصوصا مع الازدحام الحاصل في الطرق والذي يستنزف مالا لايقل عن ساعة يوميا من كل موظف قد تمتد إلى ساعتين للقاطنين خارج المدينة.
شخصيا بات من النادر أن أتناول وجبة الغداء في البيت، فمع التصليحات والتحويلات في شوارعنا التي لا تنتهي فوصولي للمنزل قبل الساعة الخامسة مساء أعتبره معجزة حقيقية هذا على افتراض أنني أتوجه مباشرة من مقر العمل إلى باب المنزل مع التوقف لأداء صلاة العصر في مسجد على طريق العودة دون قضاء مشاوير أخرى!
معنى ذلك أنه كل ما يتبقى لي من يومي هو 6 ساعات على اعتبار أنني أخلد إلى النوم في تمام الساعة الحادية عشرة (وهو ما أعتبره من سابع المستحيلات!) ، و في هذه الست ساعات يتوجب علي أن أراجع الدروس مع ا بنتى التى يجب أن تكون على فراشها في تمام السابعة، أداعب الصغير الآخر، أجلس مع باقي أفراد العائلة، أتصفح الجريدة “حيث أن تصفح الجريدة خلال فترة الدوام تعتبر جريمة لا تغتفر عند بعض المدراء!” ، فضلا عن الواجبات الدينية من أداء الصلاوات المتبقية جماعة في المسجد وقراءة الورد اليومي من القرآن، أتصفح الانترنت وأرد على رسائل البريد الالكتروني، قراءة كتاب، أتناول ما فاتني من الوجبات من غداء وعشاء (وهو ما اضطر في أكثر الأحيان إلى دمجها في وجبة واحدة أطقت عليها اسم (غداش)!
طبعا مصطلح قيلولة الظهيرة انحذف من قواميس الموظفين المساكين حاله حال وجبة الغداء منذ أن تم تطبيق النظام الجديد ومحاولة تأخير صلاة العصر إلى ما بعد اقتناص غفوة قصيرة عادة ما تنتهي بفشل ذريع تفوتمعه وقت صلاتي العصر والمغرب!
أما باقي الأنشطة الأخرى من صلة رحم وزيارة الأصدقاء والترفيه عن الأولاد فكلها أنشطة مؤجلة إلى عطلة نهاية الأسبوع وهو ما يضعف بشكل كبير الراوبط الاجتماعية بين أفراد الأسرة وتماسك لمجتمع بشكل عام.
حسنا.. أنا متفائل قليلا هذه الأيام فهناك أخبار بوجود نية لدى المسؤولين لإعادة النظر في أوقات الدوام الرسمي وذلك بعد الانتهاء من فرز نتائج الاستطلاع الذي قامت بها مؤسسة من بلاد (الخواجات)، و أعتقد أن فترة السنة والنصف فترة كافية للحكم على مدى عمق فشل هذه التجربة .. لا أقول نجاحا لأنني حتى الآن لم أرى لها أية إيجابيات تذكر..!
adwia_adwia82@yahoo.comحتى لا يظن البعض منكم أن النقاش كان متمركزا فيقط حول الزواج من ثانية (وثالثة ورابعة!) فمن النقاشات “الهادفة” التي دارت في المجلس الشبابي خلال فترة المعسكر حوار ساخن حول ساعات العمل الرسمية في الدوائر الحكومية ي وبالتحديد حول الساعة الإضافية التي تم تطبيقها قبل حوالي السنة والنصف ليبدأ الدوام من الساعة السابعة والنصف وينتهي في الثالثة والنصف مساء.
كل من شارك في الحوار كان متذمرا من هذه الساعة الاضافية واتفق الجميع بأنها لا تخدم الموظف سواء في الجانب الانتاجي ولا في الجانب الاجتماعي والذي يعد المتضرر الأكبر من هذه الساعة الاضافية.
هذه الصورة تم تصغيرها تلقائيا . إضغط على هذا الشريط هنا لعرض الصورة بكامل حجمها . أبعاد الصورة الأصلية 1024x848 . |
فماذا نتوقع من رب الأسرة وهو يصل إلى بيته منهكا متهالكا (ماله خلق)، خصوصا مع الازدحام الحاصل في الطرق والذي يستنزف مالا لايقل عن ساعة يوميا من كل موظف قد تمتد إلى ساعتين للقاطنين خارج المدينة.
شخصيا بات من النادر أن أتناول وجبة الغداء في البيت، فمع التصليحات والتحويلات في شوارعنا التي لا تنتهي فوصولي للمنزل قبل الساعة الخامسة مساء أعتبره معجزة حقيقية هذا على افتراض أنني أتوجه مباشرة من مقر العمل إلى باب المنزل مع التوقف لأداء صلاة العصر في مسجد على طريق العودة دون قضاء مشاوير أخرى!
معنى ذلك أنه كل ما يتبقى لي من يومي هو 6 ساعات على اعتبار أنني أخلد إلى النوم في تمام الساعة الحادية عشرة (وهو ما أعتبره من سابع المستحيلات!) ، و في هذه الست ساعات يتوجب علي أن أراجع الدروس مع ا بنتى التى يجب أن تكون على فراشها في تمام السابعة، أداعب الصغير الآخر، أجلس مع باقي أفراد العائلة، أتصفح الجريدة “حيث أن تصفح الجريدة خلال فترة الدوام تعتبر جريمة لا تغتفر عند بعض المدراء!” ، فضلا عن الواجبات الدينية من أداء الصلاوات المتبقية جماعة في المسجد وقراءة الورد اليومي من القرآن، أتصفح الانترنت وأرد على رسائل البريد الالكتروني، قراءة كتاب، أتناول ما فاتني من الوجبات من غداء وعشاء (وهو ما اضطر في أكثر الأحيان إلى دمجها في وجبة واحدة أطقت عليها اسم (غداش)!
طبعا مصطلح قيلولة الظهيرة انحذف من قواميس الموظفين المساكين حاله حال وجبة الغداء منذ أن تم تطبيق النظام الجديد ومحاولة تأخير صلاة العصر إلى ما بعد اقتناص غفوة قصيرة عادة ما تنتهي بفشل ذريع تفوتمعه وقت صلاتي العصر والمغرب!
أما باقي الأنشطة الأخرى من صلة رحم وزيارة الأصدقاء والترفيه عن الأولاد فكلها أنشطة مؤجلة إلى عطلة نهاية الأسبوع وهو ما يضعف بشكل كبير الراوبط الاجتماعية بين أفراد الأسرة وتماسك لمجتمع بشكل عام.
حسنا.. أنا متفائل قليلا هذه الأيام فهناك أخبار بوجود نية لدى المسؤولين لإعادة النظر في أوقات الدوام الرسمي وذلك بعد الانتهاء من فرز نتائج الاستطلاع الذي قامت بها مؤسسة من بلاد (الخواجات)، و أعتقد أن فترة السنة والنصف فترة كافية للحكم على مدى عمق فشل هذه التجربة .. لا أقول نجاحا لأنني حتى الآن لم أرى لها أية إيجابيات تذكر..!
هذه الصورة تم تصغيرها تلقائيا . إضغط على هذا الشريط هنا لعرض الصورة بكامل حجمها . أبعاد الصورة الأصلية 1024x768 . |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
مدونه تهتم باخبار الادويه واسواق الادويه فى العالم العربى وطرق التصنيع واخبار الصيادله وشركات الادويه وطرق التسويق والاعشاب والطب البديل ارجو ان تتحول الى موسوعه adwia_adwia82@yahoo.com